
فـ(لا إلــــه إلا الله) ولا عبودية لأحد إلا لله سبحانه وتعالى الواحد الملك القاهر، رب العالمين، وهذا يُبنى عليه واقع الأمة لكان انتماؤها لهذا انتماء واعيا وانتماء جادا وصادقا، تبنى عليه كل مواقف الأمة، سياساتها، مسار حياتها، ليبنيها أمة حرة لا تركع إلا لله، ولا تخضع إلا لله، ويستحيل على كل قوى الطاغوت في هذا العالم أن تستعبدها وأن تخضعها لهيمنتها، وهذه قيمة كبيرة جدا للإسلام، تحتاج إليها البشرية، وما من بديل عنها إلا العبودية للطاغوت، وهذا كان ما ركزت عليه الرسالة الإلهية في كل مراحل تاريخ البشرية، في كل أمة بعث الله إليها رسولا، كان جوهر الرسالة الإلـــهية، أنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت.
اليوم من أكثر المشاكل التي تعيشها أمتنا هو سعي قوى الطاغوت المستكبرة وعلى رأسها أمريكا، بكل أذرعها في المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل ثم من لف حولها والتف حولها من عملائها المنتسبين إلى هذه الأمة، من أكبر المشاكل سعي قوى الطاغوت لاستعبادنا في هذه الأمة، للسيطرة المباشرة علينا، والهيمنة المنطلقة الكاملة علينا، فلا نمتلك حريتنا، بل يكون لهم هم أن يفرضوا علينا في كل شؤون حياتنا، ما يشاءون ويريدون فيما يلبي رغباتهم وفيما يتطابق مع أهوائهم، أهوائهم السيئة، أهوائهم التي لا تنسجم ولا تتفق أبدا مع مبادئنا، ومع قيمنا ومع أخلاقنا العظيمة في هذا الإسلام العظيم، ولذلك نجد أنفسنا اليوم بعد زمن طويل ونحن اليوم ندخل في العام التاسع والثلاثين بعد الألف وأربعمائة عام من الهجرة النبوية، نجد أنفسنا اليوم بحاجة ماسة إلى أن نرسخ في وجداننا وفي أعماق قلوبنا ومشاعرنا وفي واقع حياتنا هذا المبدأ المقدس، هذا المبدأ العظيم والمهم (لا إلـــه إلا الله) بكل ما تعنيه (لا إلـــه إلا الله) فتكون (لا إلـــه إلا الله) محررة لنا في واقع حياتنا، وحصنا حصينا من كل أشكال العبودية، من كل أشكال الهيمنة والاستغلال من قوى الطاغوت وقوى الاستكبار،
اقراء المزيد